الفاروق
عدد المساهمات : 359 العمر : 34 عدد النقاط : 820 الشكر : 36 تاريخ التسجيل : 21/05/2009
| موضوع: هذه مكتبة , و أيّ ولاية تساويها ؟ الأربعاء يونيو 10, 2009 6:00 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
" أكثر ما يحزنني أنَّ المسلمين في هذا العصر لا يقرؤون , وإذا قرؤوا , فإن أكثرهم لا يفكّرون " ( د. فؤاد سيزكين )
للقراءة دورٌ مهمٌ جداً في بناء المجتمعات و ترقيها للأفضل.. فهي أداة أساسية تعلم البشر. و لم نصل إلى هذا المستوى من العلوم و التكنولوجيا إلا بسبب العِلِم والمعرفة.
كان للمسلمين دورٌ كبيرٌ جداً في هذا المجال , فقد وصلوا إلى مستوى عالٍ جداً من المعرفة , لدرجة أن بعض المراجع الطبية العربية التي ألّفها علماء العرب ظلّت مرجعاً أساسياً في بعض جامعات أوروبا لمدة 500 عامٍ تقريباً ! فالمسلمون هم من أخرجوا أوروبا من ظلمات الجهل و التخلف , و أخرجوا بقية الأمم الأخرى من نفس هذا النفق الكئيب.
" في الحقيقة , فإن الإسلام يريد من المجتمع المسلم أن يكون مجتمعاً مفكراً و متحضراً في العلوم وفي شتى أشكال التعلم , وهذه أهداف أساسية للإسلام , وإذا كان ذلك لم يحصل للمسلمين , فإن أوروبا كانت سوف لن ترى مطلقاً طريق النهضة و عصر العلم الحديث ولم تبزغ مطلقاً " " وتلك الأمم التي تلقت معرفتها للعلوم من أوروبا هي في الحقيقة متتلمذة بطريقة غير مباشرة على المجتمع المسلم في الماضي , فالإنسانية تدين للإسلام بدَينٍ لا يمكن ردّه , وفضله لا يمكن نسيانه " ( الشيخ عبد العليم , أحد أصدقاء الداعية أحمد ديدات – رحمهما الله - )" سوء استعمال الكتب يقتل العلم ! " - جان جاك روسو - لكن الآن , انعكست الآية تماماً ! أصبح عالمنا العربي غائصٌ في الجهل و التخلف , فنسبة الأميين ازدادت , ونسبة المتعلّمين تقل , والهوّة بينهما في ازدياد . وفي المجال العلمي فالمشاركات خجولة للغاية , ولا تجد من يدعمها من أبنائها .
لن أُكثر الحديث في هذه النقطة , سأدعكم تشاهدوا حلقة ( مكتبة لله يا محسنين ! ) من البرنامج الرائع ( خواطر 4 ) لأحمد الشقيري جزاه الله خيراً
( أنقر هنا ). . . . ( يا أمةٌ ضحكت من جهلها الأمم ! ) . . . .
ومعظم الكتب العربية الجديدة أصبحت ذا محتوىً مكرر لدرجة الملل.. فقط القليل منها لا يزال يتمتع بإسلوبٍ شيّق و محتوىً جديد...
وأصبح معظم الناس يتداولون في المواضيع التي أقل ما يُقال عنها من نوع ( القيل و القال ) , و أصبحت تتحدث في أمورٍ عجيبة ليس لها من الصحة شيء وليست معتمدة على أي أساس علمي منطقي مطلقاً . و الأدهى من ذلك في اعتبارها من الأمور المسلّمة التي لا نقاش فيها ! و أي محاولة في توضيح الخطأ فيها , فهي هرطقة سافرة !كانت العلوم يصدّرونها العرب إلى العالم , ورسالة الدين التي تدعوا للإصلاح المجتمع , أمّا الآن فأصبحنا من يستقبل هذه العلوم نفسها , وإنما محرّف معظمها على أساس و فكر علماني . و أصبح غيرنا من يتحدّث عن حضارتنا و ثقافتنا و قضايانا الحسّاسة , بل و في ديننا كذلك ! و نحن لا ندري هل المكتوب هو الصدق , أم أنه سمٌ في عسل ؟
وا أسفاه !
أسوأ اللصوص كتابٌ تافه ! (مثل إيطالي )
تدخل المكتبة و يعتريك شعورٌ بالفرحة و السعادة , فهي بالنسبة لنا بمثابة مغارة كنز ( علي بابا ). مئات أو حتّى آلاف الكتب تقع على ناظرك , بالتأكيد هذا يوم سعدك . إلا أن الفارقة الوحيدة هنا , ليس كل ما يلمعُ ذهباً !
ترى الكثير من الكتب ذات تجليدٍ فخم , وغلاف ملفتٍ للنظر , وأوراق ذو جودةٍ عالية و سعرٍ معقول (بالنسبة للبعض) , وتقرأ على الغلاف الأمامي أو الخلفي ما قد يشدّك إليه.. مثل ( أول كتابٍ يتحدث عن......) , ( الكتاب الأفضل من حيث دراسته للموضوع على الإطلاق في البلد الفلاني ) , ( الكتاب الذي انتظره الكثيرون ) , ( تم طباعة مليون نسخة منه )... الخ
لا يمكنك مقاومة إغراء مثل هذا ! , وبعض صراعٍ طويل مع ضميرك و انتهاء دوامة التفكير في دماغك , تشتريه.. تشعر بسعادة و غبطة لا توصف , وما المانع ؟ فقد اشتريت إحدى الكتب التي صُنِّفَت كأفضل كتاب حسب جريدة (....) و البلد (...) , والذي قرأه الملايين من الوطن الذي ظهر منه الكاتب.
ثم تأتي لحظة قراءة الكتاب , لا تجد شيئاً مفيداً في أول 20 صفحة... لا بأس , ربما هذه مجرّد مقدمات أو محاولة لشرح الفكرة لا أكثر , ربما الجزء الأهم سوف يكون في الصفحات التالية... صفحة بعد صفحة.. في انتظار معلومة مفيدة , ولكنها لن تجدها لأنك وصلت إلى نهاية الكتاب... وهنا تشعر بأنك مثل الخروف السعيد الضاحك الذاهب إلى المسلخ ! , بالعربي ( خروووووف باااااااء !! )
هنا تذهب الفرحة بامتلاكك الكتاب , و تحل محلّها الحسرة على إضاعة الوقت و المال على كتاب لم يفيدك بشيء على الإطلاق , وعلى سخطٍ شديد على الكاتب و كتابه و الذي نشر هذا الكتاب و المكتبة التي عرضته !!!
لم تكن هذا الظاهرة منتشرة لهذا الحد الكبير في العالم العربي إلاَّ حديثاً . عندما أصبحت الكتب الأجنبية المترجمة تغرق مكتباتنا لدرجة أنها طغت على الكتب العربية , أو أصبح الكتاب العربي يقلّد أسلوبها في محاولة لجذب اهتمام القرّاء. و للأسف فأنا أشعر بأن الكتاب العربي ضعف وجوده جداً لهذا السبب..
فمن الملاحظ من قِبَل العديد ممن أشتروا كتب غربية مترجمة , أن الكتاب الأجنبي لا يعطي المعلومة مباشرةً و بشكل سهل , بل يعطي معلومة مبهمة غير واضحة الملامح , و يبقون يتحدثون لمحاتٍ عن ( زبدة الموضوع ) طوال الوقت ولا يقتربون منها إطلاقاً , مما تسبب لكَ إرباكاً و تشويشاً و في النهاية عدم استيعابك لأي شيء . حصلت معي في عندما قرأت بعض الكتب المترجمة
طبعاً 90% من الكتب المترجمة لها نفس الأسلوب السخيف إياه.
هذه الكتب ليست ملائمة لنا , قد تكون رائعة في الوطن الأم. وما ينطبق على ( غ ) , لا ينطبق " تماماً " على ( ع ) , هذه حقيقة واقعة.. فالنكات الغربية ليست مضحكة بقدر ما تسببه النكات العربية من ضحك هستيري ! فهل يجب علينا أن نتداول النكات الغربية بدلاً من العربية فقط لأنها مشهورة و مضحكة بالنسبة للدماغ الغربي ؟
إذاً ما فكرة الموضوع ؟؟
فكرة الموضوع ليست بجديدة على الإطلاق , يمكن اعتباره امتداداً لموضوع - Rain -
, (>>...زاويــــة القـــراءة...<< ).
إنما الفكرة الجديدة هنا أولاً : هي تقديم أفضل الكتب التي تمت قراءتها ( كتب علمية , أدبية , قصص , مجلات ) , و التي تنصح بها غيرك حتى تعم الفائدة على الجميع , ثقافيةً كانت أو لغوية.
ثانياً : هي النصح بقراءة أفضل الكتب التي تتحدث عن كل ما يتعلق عن عالمنا العربي و الإسلامي بدءاً من الدين و انتهاءً بكل القضايا المهمّة لعالمنا . و إن لم يوجد كتابٌ عربي فلا بأس بالكتب المترجمة و التي تراها الأقرب للمصداقية .
( فالغالبون هم القارئون ) ( والأمم المغلوبة , تقلّد الأمم الغالبة )
أسئلة خفيفة للجميع :
1- ماذا تقرأ عادةً ؟
2- هل وسبق أن قرأت كتاباً لم تستفد منه شيئاً ؟ ماذا كان شعورك ؟
3- برأيك هل الكتب العربية لم تعد تأتي بجديدٍ ومميز ؟ أم العكس صحيح ؟
4- هل ترى بأن الكتب المترجمة ليست بهذا القدر من التميز ؟ لماذا ؟ وإذا كان العكس , فلماذا أيضاً ؟
5- يقول الزعيم الهندي ( غاندي ) : " لا أُريد لبيتي أن يكون مسوَّراً , و أُريد أن تعبَّ عليه ثقافات كل الأمم , لكني أُنكرُ على أيِّ منها أن تقتلعني من جذوري " . هل انتشار الكتاب المترجم بهذه الصورة المخيفة لمكتباتنا دليل على غزو فكري مدروس , أم هي من أثار العولمة التي تقضي على ثقافة الشعوب الخاصة بها شيئاً فشيئاً ؟ , أم هناك سببٌ آخر ؟ وما هو ؟
6- هل هناك مشكلة حقيقية في ثقافة الشباب , أم أنا مجرد إنسان يرى الجزء الفارغ من كأس الماء ؟
7- لماذا أصبح حال أغلب الكتب العربية مجرّد إعادة طباعة لا جديد فيها ؟
8- برأيك الشخصي , هل معظم الكتب الغربية , خصوصاً كتب مساعدة الذات , ما هي إلا نسخة علمانية للأخلاق و الفضائل التي يدعوا إليها ديننا الحنيف منذ أكثر من 14 قرناً ؟ هل هناك مثالٌ على ذلك ؟
9- " هذا سؤال مهم جداً "... لطالما عُرف الإعلام الغربي , المرئي منه و المكتوب , بتعرّضه للتدخّل الصهيوني بشكلٍ فاضح , فهل تعتقد بأن العديد من الكتب المترجمة التي تتحدث عن الحضارة الإسلامية , أو عن القضايا المهمّة ( كقضية فلسطين و العراق مثلاً ) تحوي على الكثير من التزييف و التحريف في سردها للحقائق , أم لا ؟
أرجوا ألآَّ أطلت عليكم و أتمنى من الله أن تتحقق الفائدة الكُبرى في هذا الموضوع
في أمان الله .
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا الموضوع من كتابة اخي
Black Legend
فجزاه الله خيرا
| |
|